top of page

الفنان محسن أبوالعزم

--------------------

أعمال الفنان التشكيلي محسن أبو العزم من أروع ماشاهدت من اعمال فنيه التي تمثل الشخصيات الشعبيه المصريه.

 

تاريخ الميلاد 1958. محل الميلاد : الفيوم. التخصص : تصوير. بكالوريوس كلية الفنون الجميلة قسم التصوير جامعة حلوان عام 1981. عضو نقابة الفنانين التشكيليين . عمل بالتدريس بالخارج من 1982- 1996. عمل رسام صحفى فى مجلة الثقافة العربية بالجماهيرية الليبية . عمل معيدا فى كلية المعلمين بتبوك بالمملكة العربية السعودية . المعارض الخاصة: معرض بالقاعة المستديرة بنقابة الفنانين التشكيليين 1992 ، 1994 . معرض بقاعة بيكاسو بعنوان ( روحانيات ) 1999. معرض بقاعة بيكاسو 2002.

رحاب الدين الهوارى في موقع el-balad

“محسن ابوالعزم يقدم صورا وقصصا كاريكاتيرية وتعبيرية عن حوارى مصر وأهلها البسطاء، ويتناول الشخصية المصرية البسيطة بعاداتها وأفكارها وتقاليدها ومميزاتها وعيوبها، وكل عناصره تهمس الى أذن المستمع وتقول … انا مصري. حيث يصور حقبة من الزمان فى مكونات تعرض الاحياء القديمة التى تمتلئ بالتفاصيل والديناميكية الحياتيه التى لا تنتهى … ففى كل ركن حكايه وفى كل زقاق صورة ومولد حياتى، وصور تزدحم فيها التفاصيل المتنوعة والمختلفة فى كل تكوين هناك تفاصيل مختلفة فى أغلب أعمال ابوالعزم، أضيفت لتخلق تأمل أطول ومزاج كوميدي خاص بكل عمل … وابوالعزم يوحد ملامح شخوصه.”

 

الحارة ملهمة الفنانين والأدباء – نسرين مهران

من جريدة الاهرام

مقهي‏,‏ صالون حلاقة‏,‏ عربة الفول المدمس‏,‏ البيوت التي تعلوها المشربيات‏,‏ المساجد‏,‏ المآذن‏,‏ السوق‏..‏ ومفردات أخري نقلها بوعي كامل الفنان التشكيلي محسن أبو العزم في ما يقرب من مائتي لوحة عن الحارة الشعبية‏,‏ بدأ في رسمها مع بداية الثمانينات( تجدر الإشارة إلي أن جميع الرسومات المرفقة بالتحقيق هي جزء من هذه الأعمال). تميزت لوحاته ببعد درامي وفهم عال لكل تفاصيل الحياة اليومية التي يمكن أن تشاهدها عند المكوجي, أو طبيب الصحة.. و ربما تعايشها في فرح شعبي أو سبوع لمولود جديد. عن إهتمامه بالحارة يقول: من خلال الإنفعالات والملابس والخلفيات, حاولت نقل العادات والتقاليد التي تسود هذه المناطق. في الغالب أقدم الشخصيات في صورة هزلية ساخرة.. المرأة تكون بدينة ملامحها سمراء نظرا لتعرض بشرتها الدائم للشمس.. والرجل كذلك يكون أسمر البشرة, تعكس ملابسه البسيطة غير الأنيقة إنتماءه للطبقة الكادحة. علما بأنني نقلت من خلال لوحاتي بعض المهن التي إرتبطت بالحارة مثل القرداتي, والدلالة, والخطبة, والنجار الشعبي, ومكوجي الرجل…ألخ

مؤكدا أنه تأثر بحارة نجيب محفوظ ويوسف إدريس ويوسف السباعي, يري الفنان أبو العزم أن الحارة المصرية لا يفهم تفاصيلها إلا المصري.. وهو ما يفسر قدرة الفنان الأجنبي أو المستشرق علي نقل صورتها بمنتهي الأمانة, لكنه لا ينجح في نقل جوهر التفاصيل. ومهما كانت لوحة الفنان الأجنبي للحارة المصرية بديعة, دائما ما تتخللها رائحة أوروبية تنال من شرقيتها الأصيلة.

يوافقه في الرأي فنان الكاريكاتير ياسر حسين قائلا: بالطبع هناك اختلاف جوهري بين رؤية الفنان المصري للحارة عن رؤية الاجنبي لها, خاصة في نقل المشاعر والتفاصيل الدقيقة وروح الحارة تشكيليا, فالفنان المصري عاش واقع الحارة وتعامل مع أهلها سنين عن قرب وإنفعل بكل تفاصيلها.. بينما الاجنبي ينقل صورة مختلفة لفتت انتباهه ليس بها عمق مثل الفنان المصري, فالاجنبي يتعامل مع الحارة مثل الكاميرا الفوتوغرافية حيث يعطي صورة متقنة تشكيليا قد تفتقد الروح أحيانا.

معتبرا أن الحارة هي النواة الأولي للمجتمع المصري ومركز تجمع التراث والمأثور الشعبي المصري وذلك من واقع دراسته للفلكلور, يشير ياسر حسين في مقارنة سريعة- إلي أن محسن أبو العزم وصلاح عناني كانا من أكثر الفنانين التشكيليين المصريين الذين تناولوا الحارة المصرية في أعمالهم. غير أن أسلوب التناول إختلف بينهما من حيث تقنية الرسم واختيار الموضوعات, فنجد أن ابوالعزم يميل إلي نقل صورة واقعية للحياة اليومية بها لمسة كاريكاتيرية, ولكنها ليست كاريكاتير, بينما يميل عناني أكثر إلي التشكيل وعمل تكوينات بشرية وملحمية ويركز علي المشاعر في اغلب لوحاته.

وعن الملامح الرئيسية التي يرتكز عليها الفنان في تصوير سكان الحارة, يقول: ملامح إمرأة الحارة من وجهة نظري كفنان كاريكاتير- واعتقد أن الكثير من التشكيليين يتفق معي- هي إمرأة بدينة ترتدي ملابس فاقعة اللون, تعبيرات وجهها غالبا ما تكون غاضبة نتيجة للضغط الاقتصادي والاجتماعي الذي تواجهه باستمرار, كذلك الرجل ما بين النحافة الواضحة أو البدانة المفرطة, قد تراه احيانا اما بالجلابيه المصنوعة من القماش الكاستور المقلم او البيجامة ولا مانع لديه ان يسير في الحارة بها ومن الممكن ان تجده غير حليق الذقن واشعث الشعر تبدو عليه أصلا ملامح الضيق, أما الطفل فمن الممكن أن تراه يجري في الشارع لا يرتدي كامل ملابسه أو نصف عاري, يلعب السيجة أو البلي علي الارض وهي من الألعاب الشعبية المصرية الشهيرة.. خلاصة القول إن الفقر وانخفاض المستوي الاقتصادي سمة أساسية ومؤثرة في شكل الحارة.

ولن أغفل نقل الحميمية بين سكانها التي نشأت بينهم ربما لتلاصق بيوتها وقربها الشديد من بعضها البعض, ويظهر ذلك في الممارسات اليومية حيث تهافت السكان والتفافهم حول عربة الفول المدمس, أو حول بائع الخضار, كذلك العلاقات العاطفية مثل حب بنت الجيران حيث قام احد الفنانين بتجسيد هذه العلاقة في لوحة من لوحاته التشكيلية.. الحارة مجتمع ملحمي ويتجسد ذلك تشكيليا في اللوحات الملحمية.

من جانبه, يأسف بشدة محسن أبو العزم لما آلت إليه أوضاع الحارة حيث تبدل الشكل المعماري للمنازل, وتبدلت المباني المكونة من طابقين وثلاثة فقط إلي عمارات شاهقة وأبراج سكنية, تحتل البوتيكات الحديثة طابقها الأرضي.. وبدلا من الماشطة التي تلف علي البيوت, أصبح هناك مراكز تجميل.. حتي الطرق أصبحت مستقيمة بعد أن كانت ملتوية بهدف خلخلة الهواء وهو ما يلطف من الطقس ويمرر الهواء العليل بين البنايات بشكل طبيعي.

تحول نفسي

يري الدكتور الناصر كمال محمود أستاذ الطب النفسي أن الحارة في الماضي كانت وحدة متماسكة مهما كان بين سكانها من خلافات, تماما كما نقلها الأديب الكبير نجيب محفوظ في روايته زقاق المدق. غير أننا بدأنا نشهد اليوم تفكك في البيت الواحد نظرا لظروف الحياة الضاغطه التي شتت أفراد العائلة. كان بالأمس الرجل وحده هو من يخرج للعمل, بينما تجلس الأم والأولاد في البيت. وغالبا ما كانوا يجتمعون في مواعيد تناول الطعام( شبه المقدسة), ويتبادلون الحوار وأحاديث السمر. إلا أنه في هذا الزمان, الكل خرج, ولم يعد هناك لقاء بينهم إلا يوم الجمعة يوم العطلة الرسمية, والتي أحيانا ما يتخللها دروس خصوصية للأولاد.

لا شك أن وجود الأم بالبيت يعد أساسا للمجتمع السليم حيث أن علاقتها بالطفل هي التي تشكل نفسيته وتجعلها أكثر إستقرارا مستقبلا. مع الأسف تغيرت هذه المنظومة, ليس في الحارة وحدها وإنما علي مستوي البيت المصري. فأصبح هناك إحساس بالإستقلالية لدي كل فرد علي حدة من أفراد العائلة. حتي أن الطفل أصبح يبحث عن رزقه بنفسه في الأجازات دون الإعتماد علي والده, علي عكس زمان كان الأب هو المسئول الوحيد عن موارد إنفاق الأسرة.

وفيما يتعلق بأخلاق سكان الحارة, يقول: الحميمية والترابط كانتا أهم سلوك هذا المجتمع. المرأة لم يكن لها تسلية أخري سوي الحديث مع جاراتها عبر الشبابيك أو البلكونات, وكانت تتبادل ألوان الطعام البسيط معهن.. كذلك كانت تترك أولادها عندهن لقضاء أي مشوار ضروري من مبدأ الجيران لبعضها. من ناحية أخري, كان للحارة معلم أو فتوة- آيا ما كان سلوكه- كان هو حامي الحما والكل يمتثل لحكمه. هو من يضع القوانين ويرجع إليه كل من له شكوي أو مطلب. الأطفال كانوا يلعبون في الحارة سويا أغلب الوقت وهو ما خلق لديهم نوع من الترابط القوي.. وعندما يكبرون كان كثيرا ما يتزوجون من بعضهم.

تغير شكل الشارع في العقود الثلاثة الماضية وتغير معها أخلاقيات الحارة والمجتمع علي السواء. لم يعد هناك إنتماء للمكان, لم تعد الناس ترتبط ببعضها وتخاف علي بعضها.. حتي المقاهي التي كان الناس يتعارفون فيها ويناقشون معا مشكلات البلد, أصبح جمهورها من العاطلين والحرفيين بعد أن كان الموظفون يمثلون شريحة كبيرة من جمهورها نظرا لأن الموظف كان في الماضي يعمل حتي منتصف اليوم فقط. كما أن كرة القدم أصبحت هي حديث الزبائن دون الاهتمام إلي أي قضايا أخري.

ومع تراجع دور الشرطة, تحولنا إلي مجتمع البلطجة واللاقانون وأصبح الغلبة للأقوي.. وبالتالي أصبح كل إنسان يري نفسه فقط. من الطبيعي جدا أن تتواري أخلاق الحارة من شهامة وجدعنة في ظل قانون الغابة الذي يسود مصر حيث يتعرض مثلا الشخص الذي ينقل إلي المستشفي مصاب وجده في الطريق إلي تحقيقات لا طائل لها مما يجعله يندم علي الخير الذي قدمه.

بالإضافة إلي ذلك, فإن القيم تتغير في عالم تحكمه العولمة. لقد غيب الإعلام الموجه عقول الناس لأمور لا جدوي منها. وترك المصري فريسة للفضائيات- بدون رقابة- تشكل عقله ووجدانه, بل وتحدد للطفل المنهج والطريق الذي يسير عليه. وبالتالي, فإن المنظومة الفاسدة التي كنا نعيش فيها لن تنضح بأخلاق ولاد البلد بل إنها كفيلة للقضاء عليها.

ويؤكد د. الناصر كمال أن أخلاق الحارة لن ترجع كما كانت عليه في السابق لأننا أصبحنا أقرب ما نكون إلي أوروبا. فقد كانت وحدة بناء المجتمع في الشرق هي الأسرة. لكننا تشابهنا مع الغرب مؤخرا وأصبح وحدة بناء المجتمع هي الفرد.

رؤية اجتماعية

وفقا للدكتور أحمد زايد أستاذ علم الإجتماع فإن الحارة منطقة سكنية داخلية مغلقة علي أهلها, غالبا ما تنتهي بالانفتاح علي المجتمع الخارجي. في الماضي, كان لكل حارة شيخ, وكانت روابط الود والوئام هي التي نجمع بين سكانها, فكانوا يتشاركون الفرح والحزن وجميع المشكلات.. ربما ينظر البعض للتداخل العميق بين الجيران علي إنه شيء إيجابي حيث يجسد الحميمية, وربما يري البعض الآخر أنها عيب لأنه لا توجد خصوصية.. بالنهاية هي مسألة نسبية.

كما كان يعمل سكانها أحيانا في نفس المهنة مثل الخيامية, أو النحاسين.. بيد أن اليوم تغير الوضع, لم تعد هناك حارة بالمعني القديم, وإنما أصبحت مجرد جزء من الحنين للماضي الجميل. لقد إنفتحت الحارة علي العالم بفضل الستالايت والشبكة العنكبوتية, لم يعد سكانها يعرفون بعضهم البعض بمنتهي الدقة, بل إن منهم من يسافر للعمل بالخارج وهو ما لم يكن معتادا عليه الحال في السابق.

وعن مدي نقل الدراما والأدب لصورة الحارة بإقتدار, يقول د. أحمد زايد: لقد نجح الكاتب أسامة أنور عكاشة في مسلسل ليالي الحلمية أن ينقل لنا الواقع بتفاصيله حيث كان أبطال المسلسل مترابطون في الحارة وكل منهم يعرف جيرانه جيدا, ثم مع مرور السنوات, خرج أهل الحلمية من منطقتهم التي وحدتهم ليسكنوا الزمالك وجاردن سيتي ويتشتتوا في المدن الجديدة. هذا هو تماما الواقع الذي أصبحنا عليه الآن. حتي أن الفروق بين المدينة والريف تلاشت, وأصبحت تجد في القرية كل شيء كانت تتميز به المدينة.

غير أنني لا أعتقد في صراع الفتوات الشرس الذي جسده لنا الأديب نجيب محفوظ من خلال أعماله!! وإن كنت أعتقد أن محفوظ أراد أن يبرز مظاهر القهر والجبروت فقام بنقلها لنا عن طريق رسمه لشخصية الفتوة. كذلك بالنسبة لعلاقات الود وقصص الحب, يظل للأدب رؤيته الخاصة في نقل الصورة, والتي تختلف عن كتب البحث والدراسات العلمية التي تنقل الواقع دون مغالاة. وفيما يخص اللوحات الفنية التي تنقل لنا صورة الحارة بشكل بديع, فإن مصر الإسلامية بالفعل كانت تضم حارات وأزقة مفعمة بالفن الإسلامي والأسبلة والمشربيات الخشبية وغيرها من معالم الفن والجمال. وهي ما تختلف تماما عن ما نشاهده اليوم من حارات شعبية تتسم بالقبح في مناطق عديدة مثل إمبابة وبولاق الدكرور ومنشية ناصر…

ويشير د.زايد إلي أن العلاقات في الحارة ذكورية أي أن السيطرة فيها للرجل. حتي وإن خرجت المرأة للعمل لابد أن يكون لها مظلة ذكورية تحتمي تحتها. خاصة إنه كلما إبتعدنا عن الشوارع الرئيسية, كلما إبتعدنا عن سلطة الدولة. لذلك, عادة ما يكون لكل حارة ما يشبه الحكم الذاتي. ويكون معروف لسكانها حقيقة جوهر كل شخص, فهناك القوي, والجدع, والمنحرف أخلاقيا…ألخ

آه يا حارة الأمس.. ذهبت وذهبت معك أخلاقك المستوحاة من أرصفتك وقناديلك ومشربياتك.. تحولت إلي ذاكرة نخر فيها الزمن فتآكلت ولم تعد تفرز سوي أوصاف مبتسرة.. لكنك سوف تظلي دوما منبع الشوق والحنين إلي ذكريات الزمن الجميل.. وتبقي ملهمة الأدباء والفنانين.

 

معرض جماعى بقاعة سلامة 1996 ـ 1997 . معرض بقاعة دروب 2000. معرض مشترك مع الفنان أدهم لطفى بعنوان ( الهند و مصر ) بالمركز الثقافى الهندى ديسمبر 2009 . معارض ` النهر الصناعى العظيم بالجماهيرية الليبية ` من عام 1984- 1987. جائزة فى معرض النهر الصناعى العظيم بالجماهيرية الليبية عام 1984. جائزة فى معرض النهر الصناعى العظيم بالجماهيرية الليبية عام 1987. له مقتنيات لدى الافراد.

 



 

bottom of page