جان أونوريه فراجونار 1732 – 1806
Jean-Honore Fragonar
-----------------------------------------------------------------
من رواد مدرسة الروكوكو ....(Rococo)
آخر الرسامين الفرنسيين العظماء في القرن الثامن عشر , تأثر بالفنانين الكبيرين روبنز وفان دايك خاصة فيما يتعلق بالضربات العريضة للفرشاة عند رسم السماء الملبدة بالغيوم التي تنذر بعاصفة , تميزت لوحاته باللون الأحمر الذي كان يضفيه على المناظر الطبيعية بشكل رائع , عبرت لوحاته عن النواحي الأخلاقية والاصلاح الاجتماعي , وتميزت بالمناظر الشاعرية التي يمتزج فيها بشكل رائع الأشخاص مع الضوء , كما رسم صوراً داخلية للعديد من الكتب الشهيرة مثل أساطير لافونتين ورواية دون كيشوت لسرفانتيس , وكان أول من استخدم الألوان المخففة الشفافة ليضفي الرقة على اللوحة .
غادر الفنان جان أونوريه فراجونار jean-honore frgonar
موطنه الريفي وهو في الثامنة عشرة من عمره ليتتلمذ على الفنان شاردان ثم بوشيه إلى أن ظفر بجائزة روما عام 1752 ، غير أن الفنان جان أونوريه فراجونار jean-honore frgonar لم يغادر فرنسا إلى روما إلا عام 1756 حيث قضى خمس سنوات في التحصيل والتشرّد والانغمار في الحياة البوهيمية، كما درس أعمال تنتوريتو وتييبولو وغيرهما. وبعد عودة الفنان جان أونوريه فراجونار jean-honore frgonar إلى باريس تعرّف على مواطن الجمال في أعمال كبار المصورين الفلمنكـيين والهولنديين، واستقى من روبنز ورمبرانت الأسلوب الجذاب المبهر الذي جعل منه المصوّر الغنائي الأول خلال القرن الثامن عشر دون منازع.
وعلى غرار الأخوين جواردي استخدم الفنان جان أونوريه فراجونار jean-honore frgonar الضوء والمناخ المحيط بأشكاله المختلفة من خلال ضبابية شفّافة يخال المُشَاهِـد معها أنه يتطلّـع إلى مشهد من وحي الخيال وإن نـَبـَض بحيويـة غامضة. وكما زوّد فيرونيزي الفنان تييبولو بالعناصر التي يعبّـر بها عن خياله، كذلك حفز تييبولو الفنان جان أونوريه فراجونار jean-honore frgonar إلى استخدام نزوات الخيال في مشاهده على نحو ما سنرى في لوحة "مأدبة كليوباتره لأنطونيو" للفنان تييبولو التي تصوّر المشهد وكأنه حلم من الأحلام. والفنان جان أونوريه فراجونار jean-honore frgonar شأنه شأن تييبولو مصوّر رومانسي من مصوري الروكوكو ألهمته مظاهر الطبيعة الأخّاذة "الجديرة بالتصوير" أكثر مما ألهمه البشر الذين صوّرهم في مناظره الطبيعية أقزاماً إلى جوار الأشجار السامقة المنبثقة مثل النافورات، على نحو ما نرى في لوحة "حدائق فيلا ديست" .
وإذا كان الفنان جان أونوريه فراجونار jean-honore frgonar لم يتبع أسلوب فرنشسكو جواردي في تصوير الشخوص ضئيلة، فقد حاكى أسلوب شقيقة أنطونيو جواردي حيث تتراءى الشخوص مجرد خطوط منغّـمة متّـسقة متأوّدة ترفّ بالحيوية لكن دون وجوه تميّـزها بل هي تبدو مثل بقع راقصة تتماوج داخل التكوين. وفي كلتا الحالتين تبدو الشخوص وكأنها الدُمى، فلا تكاد عناوين أغلب لوحاته تعين المشاهد على تبيّـن الحواف المحدّدة للأشكال حين تحاول العين متابعة شخوص اللوحة،
على النهج الذي نلمسه في لوحات مثل "درس الموسيقى" و"المربية" و"فتاة تنقش الحروف الأولى من اسمها على جذع شجرة" ، و"طفلة تداعب جروها في فراشها" ورسم "الباشا" . وتفسير ذلك أن الفنان جان أونوريه فراجونار jean-honore frgonar لم يتحمّس كثيراً للموضوعات التي تناولها، فهو في دخيلة نفسه لم يتحمّس إلا لموضوع واحد متكرر منطوٍ على شحنات حسـية ساخنة. فعلى الرغم من أنه كان يحدّد كل موضوع من موضوعاته بعناصر دالة مناسبة يرسمها برصانة واعتدال إلا أنه كان في كل الأحوال واقعاً تحت تأثير هذه الشحنة الحسية، بل إن مناظره الطبيعية نفسها تبدو بدورها كأنها أقواس جنسية تتزاوج فيها السحب مع الأشجار وتغدو الزخارف النباتية بلا وظيفة تؤديها كأنها مخرّمات الدنتللا لا هدف لها سوى التجميل والتنميق فحسب مثلما تتدفّـق مياه النافورات بلا ضابط. وإذا تناول الموضوعات التاريخية - وهو أمر نادر الحدوث - جاءت كذلك مفعمة بالحب، فلوحة "كوريسّوس يضحّي بحياته لإنقاذ كاليرهُوِيه علق الكاهن كوريسوس أحد كهنة الإله باكخوس في بويوتيا بالحورية كاليرهويه التي كانت تصده على الدوام، فشكاها إلى باكخوس الذي أصاب البلاد بوباء الطاعون. وإذا بالهاتف الإلهي يوحي إلى أهل البلاد بأن يقدموا كاليرهويه قرباناً على مذبح الإله حتى يرضى عنهم. وسيقت الفتاة إلى المذبح غير أن الكاهن كوريسوس طعن نفسه بدلا منها. وعندما أدركت كاليرهويه مدى ما اقترفته في حق عاشقها انتحرت عند حافة نافورة حملت اسمها فيما بعد. " التي عُـرضت بصالون باريس عام 1765 إن هي إلا محاولة من جانب الفنان جان أونوريه فراجونار jean-honore frgonar للجمع بين خصاله الذاتية والقوالب الأكاديمية، فجاءت معبّرة عن حب لم يؤت ثماره وعن تضحية سامية كانت تعدّ وقتذاك عاطفة عقيمة. وقد بذل الفنان جان أونوريه فراجونار jean-honore frgonar جهداً جباراً كي يُجيّـش قوى الإثارة في تكوينه الفني، لاجئاً إلى رسم غلالات من السّحب الداكنة والأتباع والشخوص المجنّـحة المحلّـقة ليملأ الفراغ الفسيح الشاغر بين العمودين الذي لا يحتل الكاهن والحورية إلا جانباً ضئيلاً منه.